ورفع المشاركون في المسيرة اللافتات المنددة باستمرار العدوان والحرب الاقتصادية التي تشنها دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على الشعب اليمني في محاولة لتركيعه وإخضاعه للوصاية الأجنبية.

وفي المسيرة أكد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي أن الخروج اليوم هو لمواجهة الطغيان الاقتصادي والعسكري.

وقال " من وسط صنعاء نتجه مع جماهيرنا الأحرار الأبطال الثوار الأوفياء الذين صبروا وصمدوا وواجهوا، وكذا وفاءً للشهداء والجرحى وكل دماء العنفوان التي سفكت في كل أرجاء اليمن وهي تدافع عن وطننا وبلدنا ".

وأضاف " خرجنا اليوم في مسيرتنا هذه لنواجه الطغيان الاقتصادي والعسكري والسياسي والإعلامي وكل طغيان حمله طغاة العالم، فالشعب اليمني سيميت أعداءه قبل أن يفكروا في إماتته جوعا ".

وقال " نحن مع كل من يريد أن يسعى لوقف العدوان نقولها اليوم ونجددها ونؤكدها ونحن إلى جانبه ".

وأشاد بموقف البرلمان الأوروبي الذي دعا إلى الوقف الفوري للحرب على اليمن .. وأضاف " نحن مع الوقف الفوري وجاهزون لذلك، نحن مع السلام المشرف ولسنا مع الانبطاح ، فالشعب اليمني أولوا قوة وبأس".

ولفت محمد علي الحوثي إلى أن الشعب اليمني الحر الصامد الأبي الذي استطاع أن يقف في وجه تحالف العدوان، يستطيع الاستمرار في المواجهة إن لم يكن هناك سلاما مشرفا.

وجدد التأكيد على الاستعداد لمواجهة الطغيان والحرب الاقتصادية.. وقال" أمام تدهور الريال سنحشد الرجال، وبالوعي سنهزم العدو في الحرب الاقتصادية".

ولفت رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن استقرار الريال وعودة المرتبات مرهون بتراجع العدو عن قرار نقل البنك المركزي.

وأشار إلى أن الشعب اليمني يعرف من هم وراء ما يتعرض له الاقتصاد الوطني من استهداف .. داعيا العدوان ومرتزقته إلى إعادة الإيرادات إلى البنك المركزي بصنعاء بما يضمن تسليم المرتبات واستقرار العملة الوطنية .

فيما أشارت كلمة اللجنة الاقتصادية العليا التي ألقاها وكيل وزارة المالية وعضو اللجنة رشيد عبود أبولحوم إلى أن العدوان وفي مسار حربه الاقتصادية على اليمن، عمًد على انتهاج كل الأساليب لتجويع أبناء اليمن وتدمير البنية الاقتصادية وارتفاع الأسعار.

وأوضح أن العدوان قام ومنذ اليوم الأول لعدوانه بالحصار الاقتصادي الجوي والبحري ومنع تصدير النفط والغاز ودمر المصانع المحلية ومنع وتأخير تدفق السلع الأساسية ونقل وظائف البنك المركزي إلى عدن وطباعة العملة التي وصلت إلى أكثر من اثنين ترليون ريال واستخدم هذه الأموال للمضاربة بالدولار.

ولفت الوكيل أبولحوم إلى أن كل هذه السياسات والأساليب العدوانية أدت إلى توقف تدفق النقد الأجنبي وانخفاض القوة الشرائية للريال وارتفاع سعر الدولار، ما أدى إلى زيادة أسعار في كافة السلع والمواد الغذائية.

وأكد استمرار تحالف العدوان ومرتزقته في جرائمهم الاقتصادية غير مكترثين بكل النداءات الدولية والأممية بفك الحصار وتحييد الاقتصاد وإيقاف طباعة العملة.

وقال" إن اللجنة الاقتصادية العليا وبإشراف رئيس المجلس السياسي الأعلى تتخذ التدابير والمعالجات الممكنة والمتاحة التي من شأنها الحد من التدهور الاقتصادي وتعمل كل ما بوسعها لتحقيق الاستقرار التمويني للسلع والحد من المضاربة بالدولار رغم ممارسات دول العدوان وإصرارها على إفشال مبادرات تحييد الاقتصاد وتخفيف وطأة الغلاء على المواطن".

وأضاف" كما قدمنا في سبيل وقف التدهور الاقتصادي كثير من الرؤى والدراسات، إلا أنها قولبت بالرفض والمزيد من التضييق والحصار والقرارات العبثية من مرتزقة العدوان ".

ودعا كافة التكوينات المجتمعية إلى مواجهة صلف العدوان بالاصطفاف مع الحكومة واللجنة الاقتصادية العليا لمنع مزيد من التدهور الاقتصادي.

وباركت اللجنة الاقتصادية العليا مساعي الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن لتحييد إدارة البنك المركزي باستقلالية .

وجددت اللجنة الاقتصادية العليا دعوتها لتحييد الاقتصاد وانفتاحها على المبادرات الأممية أو الوطنية أو الإقليمية لتحييد الاقتصاد وإيقاف تدهور العملة الوطنية.. محذرة التجار والصرافين من المضاربة بالدولار وأنها ستتخذ مع الأجهزة المعنية إجراءات ردعة ضد المخالفين.

وأكدت أن لجنة المدفوعات والبنك المركزي وكما كان في السابق مستمرون في ترتيب احتياجات فاتورة الاستيراد للسلع الأساسية وفق الخطط المقرة .. داعية المجتمع الدولي الضغط على التحالف من أجل رفع الحصار عن تصدير النفط والغاز والسماح باستغلال عوائده لتغطية احتياجات الشعب اليمني من السلع.

كما دعا وكيل وزارة المالية دول العدوان إلى الكف عن نهب عائدات مبيعات النفط والغاز من شبوة وحضرموت وإعادة المبالغ المنهوبة التي وصلت إلى أكثر من اثنين مليار دولار وإيداعها في البنك المركزي للحفاظ على سعر العملة الوطنية وتغطية فاتورة الاستيراد.

وحث عضو اللجنة الاقتصادية العليا التجار ورجال الأعمال والمواطنين على التعاطي الإيجابي مع مصفوفة المقترحات الاقتصادية التي ستقرها الحكومة لإيجاد تنمية وطنية مستدامة .. داعيا أبناء الشعب اليمني إلى انتهاج ثقافة ترشيد الاستهلاك في كافة المجالات .

وجددت اللجنة الاقتصادية العليا التأكيد على ضرورة وقف التعامل بالطبعات الجديدة غير القانونية .. محذرة من التبعات الكارثية على الشعب اليمني جراء قرارات حكومة المرتزقة وفرضها مزيدا من القيود على استيراد السلع الأساسية والمشتقات النفطية وكذلك القيود التي تفرضها على ميناء الحديدة .

وأهابت كلمة اللجنة الاقتصادية العليا بأبناء الشعب اليمني تجسيد التكافل والتراحم والتعاون لتجاوز الحرب الاقتصادية والمنحة الإنسانية .. مجددة التأكيد على استمرارها في الانعقاد بشكل دائم لوضع التدابير والحلول التي من شأنها إيقاف هذا التدهور حسب الإمكانيات المتاحة.

بدوره أشار العلامة محمد مفتاح إلى أهمية المضي لمواجهة التحديات التي تمر بها البلاد واستلهام الدروس والعبر من الإمام زيد عليه السلام .

وقال " نقف اليوم لنربط بين ماضينا وأسلافنا الأماجد وبين حاضرنا المشرف وبين واقعنا الذي تخطه دماء الشهداء والمرابطين في ميادين العزة والشرف" .

وأشار العلامة مفتاح إلى أن الإمام زيد لم يكن رمزا لطائفة ولا لفئة ولا لجهة ولا لشعب، وإنما كان رمزا لكل حر وشريف عنده ضمير حي في هذا الوجود.

وأضاف " العدو اليوم يسعي لتركيع الشعب اليمني وإذلاله بالتجويع والتآمر على مقومات حياته لكنه سيفشل بإذن الله كما فشلت محاولاته لاحتلال اليمن منذ ما يقارب أربع سنوات ".

ودعا الجميع إلى الاضطلاع بالمسؤولية في تعزيز التراحم والتكافل ومساعدة الأسر المتضررة والنازحة بما يعزز من الصمود في مواجهة العدوان وكسر الحصار الذي أرادوا من خلاله تجويع الشعب اليمني.

وأضاف " ندعو المقتدرين ومن لديهم زكوات متأخرة أن لا يبخلوا في إخراجها في هذا الوقت " .. داعيا الجميع إلى التكاتف والتلاحم ورفد الجبهات كون ذلك هو الحل للمشكلة الاقتصادية والضائقة المعيشية التي يمر بها الشعب اليمني.