وفي افتتاح المؤتمر أشار عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي إلى أهمية انعقاد مثل هذه المؤتمرات الطبية وأثرها الإيجابي على مواكبة كل جديد .. معرباً عن مباركة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ للخطوات العلمية والطبية التي تسهم في تقدّم ورقي البلاد.

وحيا القائمين على تنظيم مؤتمر أمراض سوء التغذية وحرصهم على إشراك الأطباء من مختلف المحافظات لضمان وصول الفائدة العلمية وتعميمها على الجميع.

واعتبر انعقاد المؤتمر بمشاركة 300 استشاري وأخصائي وجراحة أطفال من مختلف المحافظات رغم الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن جراء العدوان، رسالة للعالم بتلاحم اليمنيين واصطفافهم وشغفهم للعلم والتعلم من تجارب وخبرات الآخرين.

وتطرق الرهوي إلى مكانة اليمن في الحضارات العربية وموقعه الجغرافي المتميز الذي مكنه من الإشراف على مضيق باب المندب والبحر العربي وخليج عدن والمحيط الهندي وجعله بوابة العرب على العالم.

فيما أشار وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل إلى أن العدوان استهدف الأطفال بشكل مباشر بالطائرات والصواريخ المحرمة دولياً.

وأكد أن استمرار الحصار واستهداف البنية التحتية، أحرم الطفولة في اليمن من حقوق الصحة والحياة .. مشيراً إلى أن هشاشة وضعف الأمم المتحدة ومنظماتها، تعجزها عن رؤية أشلاء أطفال اليمن.

وقال" إن عمى وصمم الأمم المتحدة جعلها تٌخرج السعودية من القائمة السوداء لقتلة اطفال اليمن بدون مبالاة، بل بانعدام الحياء والإنسانية".. مستشهدا باستهداف العدوان لحافلة طلاب ضحيان كشاهد حي على مدى إجرام دول تحالف العدوان بحق الطفولة في اليمن.

وبين الوزير المتوكل أن العدوان قتل أكثر من ثلاثة آلاف و800 طفل وبالغ في إجرامه باستهداف المقومات الصحية التي يتعالج من خلالها الأطفال، كما منع دخول الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية الخاصة بمعالجة الأطفال وإنقاذ حياتهم.

وأوضح أن هناك أكثر 58 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية و400 ألف طفل يمني مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم .. مشيراً إلى أنه خلال فترة العدوان ارتفعت نسبة التشوهات الخلقية بين الأطفال بسبب استخدام الأسلحة المحرمة دولياً.

وأضاف" النظام السعودي هو القاتل الأول لأطفال اليمن، ونطالب من خلال مؤتمر الأطفال بمحاكمة بن سلمان والنظام السعودي ووضعهم في القائمة السوداء لقتلة الأطفال".

واستعرض وزير الصحة معاناة أطفال اليمن جراء نقص الأدوية والمعدات والأجهزة والحضانات .. مشيرا إلى أن المنظمات الدولية لليوم تماطل في توفير تلك الأجهزة.

وقال" منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة منحت مستشفى السبعين المرجعي للأمومة والطفولة جهازين تنفسيين للأطفال ولم توفر سوى 69 حضانة من أصل ألف حضانة وعدت بها ".

وتطرق إلى سعي الوزارة للاعتماد على نفسها والعمل على إنشاء مركز خاص بجراحة الأطفال وتجهيزه .. معرباً عن الأمل في أن يخرج المؤتمر بتوصيات تعزز من النهوض بجراحة الأطفال ومستوى الخدمات المقدمة للأطفال.

بدورها أشارت مديرة مستشفى السبعين للأمومة والطفولة الدكتورة ماجدة الخطيب إلى أهمية المؤتمر للمساهمة في النهوض بالمنظومة الصحية والعلمية خاصة في مجال الأطفال وجراحة الأطفال .. معتبرة المؤتمر هو الأول حول سوء التغذية للأطفال وجراحتهم.

وأوضحت أن المؤتمر سيسلط الضوء على مشاكل الطفولة والمتمثل بسوء التغذية في أوساطهم وعلاقته بأمراض الطفولة المختلفة سواء كانت باطنية أو جراحية .. لافتة إلى الخطوات التي قطعها المستشفى في تطوير الأداء في ظل ظروف العدوان والحصار.

وأشادت بدعم وزير الصحة لمستشفى السبعين وانعقاد المؤتمر وكذا لكل من ساهم في الترتيب للمؤتمر الأول وإعداد برامجه العلمية وإثرائه بالخبرات والمعارف.

من جانبها استعرضت رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور نجلاء السنبلي أهداف ومحاور المؤتمر وأهميته في مناقشة كل ما يتعلق بأمراض سوء التغذية وجراحة الأطفال .. مشيدة بمضمون أوراق العمل العلمية التي طرحت في المؤتمر للنهوض بوضع الطفولة في اليمن.

وكان عضو المجلس الأعلى الرهوي طاف ومعه مديرة مستشفى السبعين للأمومة والطفولة الدكتورة ماجدة الخطيب بأجنحة المعرض الذي أقيم على هامش المؤتمر بمشاركة عدد من الشركات والمصانع الدوائية الوطنية.

وتعرف الرهوي على محتويات وطبيعة المعرض الذي يشتمل على مختلف أصناف الدواء .. مشيداً بتنوع المنتجات الوطنية التي تمثل فخر الصناعة اليمنية.

وأكد أهمية دعم وتشجيع الصناعات الدوائية الوطنية خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار.

وناقش المشاركون في المؤتمر الذي حضره وكيل وزارة الصحة لقطاع السكان الدكتور نجيب القباطي ومدير مكتب الصحة بأمانة العاصمة الدكتور مطهر المروني وعدد من الاستشاريين والأكاديميين وضع سوء التغذية وتأثيره على مناعة الطفل وأهمية الرضاعة الطبيعية.

وقدمت خلال المؤتمر أوراق عمل حول سوء التغذية في المستشفيات الحكومية وحجم أمراض سوء التغذية لدى الأطفال بمستشفى السبعين، فضلا عن استعراض الأمراض الجراحية التي تؤدي إلى سوء التغذية.

وأكدت توصيات المؤتمر أهمية إنشاء مركز جراحي متخصص لجراحة الأطفال يضم مركز تدريبي لأطباء الأطفال في اليمن، وإعتماد ماجستير ودبلوم جراحة الأطفال كجزء من مساقات المجلس اليمني للتخصصات الطبية.

وطالبت التوصيات برفع الحصار وإيقاف العدوان الذي تشنه دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن والذي تسبب في حلقة مميتة من الفقر وانعدام خطط مدروسة تهتم بالصحة والسلوكيات التغذوية للأطفال.

ودعا المشاركون في المؤتمر إلى زيادة عدد مراكز المعالجة لأمراض سوء التغذية وإعداد برنامج صحي للتوعية بالتغذية الصحية للأمهات والأطفال .. مؤكدين أهمية اعتماد وترسيخ فحص علامات سوء التغذية كأمر أساسي لكل طفل يزور أي طبيب.