نص كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة تدشين الأنشطة والدورات الصيفية 11شوال 1445هـ 20 أبريل 2024م Bookmark and Share
التاريخ : 20-04-2024 كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي "يحفظه الله" بمناسبة تدشين الأنشطة والدورات الصيفية السبت 11 شوال 1445هـ 20 أبريل 2024م أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين. أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات: السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛ يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: الآية6]، صَدَقَ اللَّهُ العّلِيُّ العَظِيم. الإنسان بفطرته يحب الخير، والسلامة، والفوز، والفلاح، لنفسه ولأسرته في المقدمة، على مستوى واقعه الاجتماعي من حوله الابتداء بأسرته، يحب الخير لنفسه ولأسرته كذلك، ويسعى عملياً لرعايتهم، والاهتمام بهم، وحمايتهم، وعلى المستوى الشعوري والوجداني: في حزنه، وفي راحته، على المستوى النفسي: في حالة الرضا، في حالة السرور، في حالة الفرح، ثم كذلك في بقية الأحوال النفسية والوجدانية للإنسان، يرتبط ارتباطاً وثيقاً على أساس هذه الصلة الأسرية مع أسرته، فهو يحزن لأحزانهم، يتألم لآلامهم، يفرح لأفراحهم، يُسَر لسرورهم، يرتبط بهم على المستوى الوجداني ارتباطاً وثيقاً، ويسعى على المستوى العملي بكل ما يستطيع، يدافع هذا الحرص، هذه الرغبة، هذه المحبة الفطرية، الوجدانية، الإنسانية، يسعى للعناية بهم، بحسب ما يستطيع، وبحسب ما يتهيأ له في هذه الحياة، ولذلك من المعروف في واقع الناس ما يبذله الكثير ممن يرى نفسه معنياً بأسرته من جهد في هذه الحياة، من كد، من عناء، من تعب، من عمل، ومن اهتمامٍ واسع من أجل أسرته والعناية بهم. ثم لأهمية هذه المسألة، ولأن المجتمع البشري في واقعه، حياته مترابطة، وشؤونه مترابطة، تأتي هذه المسؤولية أيضاً، هذا الاهتمام كمسؤولية إنسانية، يحسُّ بها الإنسان ابتداءً في واقع أسرته، ثم كمسؤولية اجتماعية، اجتمع فيها الدافع الفطري، الذي هو دافع محبة، وإرادة نابعة من وجدان الإنسان، من رغبته، من اهتمامه النفسي، ثم كمسؤولية إنسانية يستشعرها ويلحظها في واقعه النفسي، ويندفع على أساسها، ثم كمسؤولية اجتماعية يتعاون عليها المجتمع، ويراها ضمن اهتماماته الجامعة والمشتركة، والتي يسعى للعناية بها، ويُفيد فيها كل من يمكن أن يسهم ويُفيد فيها. ثم عندما نأتي إلى هذه الأمور ذات الأهمية الكبيرة، التي هي في فطرة الإنسان، وفي واقع حياته، وجزءاً من اهتماماته في الحياة ومن شؤونه المهمة في الحياة، فلها موقعها الديني، لها أهميتها وموقعها في دين الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ لأن الدين هو دين الفطرة، وأتى منسجماً مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها؛ ولهذا تعتبر أيضاً مسؤوليةً دينية، فيأتي النداء في الآية المباركة للذين آمنوا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، فيرى الإنسان نفسه هو مخاطب بهذه الآية المباركة، والله يناديه لأن يقي نفسه، وأن يسعى أيضاً لوقاية أهله من النار كمسؤولية دينية. تأتي المسؤولية الدينية أيضاً ضمن نداء الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وتعليماته المباركة، وهديه العظيم للإنسان، الذي يرسم للإنسان طريق الفلاح، والفوز، والسعادة، والسلامة والنجاة في الدنيا والآخرة، في حياته الأولى التي هي حياة محدودة بأجل معيَّن، وحياته الأخرى التي هي حياةٌ أبدية؛ لأن الإسلام ودين الله الحق يربي الإنسان هذه التربية، ويعلمنا على هذا الأساس: أن نتجه في اهتماماتنا، في كل شؤوننا الأساسية نحو هذه الحياة، فيما يتعلق بها وفي مرحلتها، ونحو حياتنا الأخرى، الحياه الأبدية التي نحسب حسابها، في اهتماماتنا، في آمالنا، في خوفنا، وفي رغبتنا ورجائنا، وفي غير ذلك، فتأتي هذه المسؤولية كمسؤولية أيضاً دينية، من ضمن الالتزامات الإيمانية والدينية، والمسؤوليات الدينية. ويأتي معها أيضاً برنامجها العظيم في دين الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وبشكلٍ مميز، وبشكلٍ رائعٍ جداً، إلى درجة أن يكون أعلام ورواد هذا الجانب هم أنبياء الله ورسله "صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِم"، والهداة الصالحون من عباده؛ لأن جانباً أساسياً من الاهتمام بأنفسنا، والاهتمام بأسرنا، وهو ما يقود بقية المجالات، وهو المعتمد في بقية الشؤون التي يتحرك فيها الإنسان في حياته، هو: جانب المعرفة، والعلم، والهداية، الإنسان أول ما يحتاجه هو هذا الجانب: معرفة، وهداية، وعلم، يتحرك على أساسها عملياً في مختلف مجالات حياته الواسعة؛ ولهذا ترافقت الهداية والتعليم منذ بداية الوجود البشري، مع وجود الإنسان، خلق الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" آدم أبا البشر، وعلَّمه الأسماء كلها، وقدَّم له الهدى، وعلَّمه التشريعات الإلهية المتعلقة به في حياته، منذ المراحل الأولى وبشكلٍ تدريجي، فأن يكون الرواد والأعلام في مسألة الهداية والمعرفة والتعليم هم أنبياء الله ورسله؛ ذلك ليكونوا حلقة وصلٍ لنا بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، مصدر الهداية، مصدر العلم والمعرفة النافعة والصحيحة والمفيدة، الذي هو العليم الحكيم، {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}[البقرة: من الآية282]؛ ولهذا ندرك أهمية وقدسية هذه المسألة، فلها عمقها وأهميتها على المستوى الإنساني، على المستوى الاجتماعي، على المستوى الديني، ونرى صلتها بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى". في هذا السياق ندرك ونعي أهمية الدورات الصيفية؛ لأنها تتجه إلى جانب التربية، والتعليم، والتثقيف، الذي له كل هذه الأهمية، وكل هذه القدسية، ونعي كآباء مسؤوليتنا تجاه هذا الجانب فيما يتعلق بأبنائنا. الدورات في الفترة الصيفية هي من جانب فرصة مهمة، لاستثمار هذه المدة الزمنية، التي هي لأشهر، لعدة أشهر متعددة، ليكون جزءاً منها بدلاً من أن يكون حالة فراغ للأبناء مع العطلة، فراغ تام، وعلى مدى أشهر طويلة، ووقت زمني طويل، لتكون فرصةً تستثمر في الاهتمام بهم، في تزكيتهم، في تعليمهم، في هدايتهم، في تربيتهم، في تنشئتهم وبنائهم، وهذه مسألة مهمة جداً؛ لأن فترة العطلة الصيفية هي فترة طويلة في الأساس، وإذا كانت بكلها مجرد عطلة وفراغ، فسيكون لها سلبياتها. في الحالة التي تبقى حالة انفلات، وفراغ، وفوضى، ليس هناك توجيه للأنشطة، لاستثمار هذه الفترة بنفسها، بشكلٍ يفيد الأبناء، ويفيد الناشئة، ويفيد الشباب، وكانت مجرد هكذا فترة فراغ بالكامل، فلها تأثيراتها السلبية؛ لأن الإنسان يتَّجه لاستثمار هذا الفراغ، وإذا لم يتَّجه بشكلٍ مدروس، بشكلٍ صحيح، بشكلٍ مفيد، حتى في الأنشطة الترفيهية، التي ينبغي أن تكون مدروسة، وبناءة، ومفيدة، فهو يتَّجه بشكلٍ عشوائي، بشكلٍ فوضوي، وقد تكون النتيجة الكثير من الإشكالات، الكثير من الظواهر السلبية التي تنشأ في حالة الفوضى، والفراغ، والانفلات من دون برنامج عملي مدروس، واستثمار مدروس حتى للأنشطة الترفيهية؛ لتكون- كما قلنا- مفيدة وبناءة ومفيدة، فتكون بدلاً من حالة الفراغ والفوضى والانفلات، تكون فترةً يستفاد منها، بدلاً من هدر الوقت، الذي هو من أعظم وأهم النعم، والذي يتعلق أيضاً بمرحلة مهمة من عمر الإنسان: في مرحلة الطفولة، ومرحلة الشباب، ومرحلة المراهقة، مرحلة النشء هي مرحلة من أهم عمر الإنسان؛ ولذلك بدلاً من أن تهدر هذه المرحلة الذهبية في حياة الإنسان، وفي مرحلة بنائه تربوياً ومعرفياً، لا مثيل لها أبداً، بدلاً من أن تهدر وتضيع، تستثمر بشكلٍ صحيحٍ ومفيدٍ وبناءٍ؛ فتكون مرحلة لبناء الإنسان تعليمياً وتربوياً، ولاكتساب المهارات، وتوجَّه فيها أيضاً الأنشطة الترفيهية بشكلٍ مفيد. فالاستغلال السلبي للعطلة يتحول إلى بؤرة لنشوء ظواهر سلبية، في السلوكيات، في التصرفات، في الأخلاق، في الأعمال؛ نتيجة الفراغ، نتيجةً لقرناء السوء في بعض الحالات، نتيجةً للفوضى دون توفر برنامج مدروس ومفيد، فهذه مسألة مهمة في الإسلام، الإسلام يربينا على أن نعطي الوقت قيمته، وأن ندرك أيضاً فرصة العمر، وأن نُقَدِّر كل مرحلة من مرحلة العمر، التي ستنقضي، ومنها هذه المرحلة التي تستحق أن نطلق عليها أنها مرحلة ذهبية، في مجال التربية، وفي مجال ترسيخ المفاهيم، وفي مجال التقويم السلوكي والأخلاقي، واكتساب الرشد والمعرفة، لها أهمية كبيرة جداً. الميزة فيما يتعلق بالدورات الصيفية، كبرنامج في بلدنا، تهتم به هذه الجهات، التي تتجه على أساسٍ من الإيمان، من قيم هذا الشعب، من هويته، من مبادئه، من قيمه، من أخلاقه، لها ميزة مهمة جداً؛ لأن العنوان التعليمي والتثقيفي هو محل اهتمام عند كل البشر، في كل الدنيا، ويدخل فيه- هو أصلاً في مقدمة كل الأشياء، كل شؤون الإنسان- يدخل فيه الهدى، والضلال؛ والحق، والباطل؛ والصلاح، والفساد؛ فتستغل العملية التعليمية التوجيهية التثقيفية في مختلف أنحاء العالم، لدى كثيرٍ من الفئات ممن هي فئات ضلال، تُستغل لإضلال الإنسان، لإفساده، للانحراف به عن نهج الله وتعاليمه، للسيطرة عليه فكرياً وثقافياً؛ بغية السيطرة عليه في مسيرة حياته، واستعباده في واقع حياته، لكن الميزة عندما تكون هناك جهات تتجه على أساسٍ من الانتماء الإيماني، والتوجه الصحيح، الذي يبني الإنسان بناءً صحيحاً، ويقدِّم له المعارف الصحيحة، وأن تكون مرتبطةً بالهوية الإيمانية الصحيحة الأصيلة، فتجمع بين الأصالة والنقاء المعرفي، وتقديم هدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" بمفاهيمه الحقيقية، التعاليم الإلهية كما هي بشكلٍ صحيح، مع التوجه نحو بناء حضارة إسلامية راقية، مبنية على أساسٍ من تعليمات الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" وهدية. شعبنا اليوم بفضل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" له مشروع، لا يعيش حالة الفراغ في المشروع، التي حالة مؤسفة، تعاني منها أكثر شعوب أمتنا، أكثر شعوب أمتنا الإسلامية ليس لديها مشروع حضاري إسلامي، هي في حالة تعطيل لهذا الجانب، تعطيل وتجميد لهذه المسألة، شعبنا له الآن مشروع، مشروع قائم على أساسٍ من هويته الإيمانية، مشروع تحرر عن التبعية لأعدائه، فيما تعاني كثير من شعوب أمتنا الإسلامية من التبعية التي تجمِّدها، تجمِّدها عن أي انطلاقة حضارية إسلامية راقية تحررية، تبنيها على أساسٍ مستقل ومتحرر، فالحالة حالة مؤسفة في كثيرٍ من الشعوب. فالميزة لهذه الدورات في بلدنا، في نطاق نشاط هذه الجهات التي لها هذا التوجه، لها هذه الانطلاقة، هي ميزة مهمة، ميزة مهمة، في إطار مشروع حضاري إسلامي، يعتمد على التعليمات الإلهية، على المبادئ الإلهية، ينتمي للهوية الإيمانية، هذه ميزة عظيمة، وميزة مهمة، تعطي لكل شيءٍ قيمته، وفائدته، وثمرته، وإيجابيته؛ لأن نفعه في هذه الدنيا، ويمتد إلى الآخرة، ليكون متصلاً بقوله تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}. لو نأتي- على سبيل المثال- لنلقي نظرة وبشكلٍ موضوعيٍ تام على واقع بعض الدول العربية، مثلاً: كما هو الحال في السعودية، قامت السعودية بتعديل مناهجها الدراسية، وجعلت الركيزة الأساسية لعملية التعديل للمناهج الدراسية، وسقف هذه العملية في التعديل للمناهج الدراسية: موضوع اليهود الصهاينة وإسرائيل، ليكون هذا هو المرتكز الأساس، بإزاحة كل الآيات القرآنية، يعني: بالرغم من قدسية وعظمة القرآن الكريم لدى كل مسلم، والتي يفترض أن تكون محل تعظيم، وتقديس، والتزام، واهتمام، وتحتل أولوية مطلقة لدى الإنسان في نشاطه التعليمي، إلَّا أنهم وصلوا لدرجة إزاحة الآيات القرآنية، التي تتكلم عن جرائم اليهود، أو تفضح اليهود، أو تكشف واقعهم للناس، وتحذِّر منهم، ومن شرهم، ومن فسادهم، لم يحترموا القرآن، احترموا اليهود الصهاينة بأكثر من احترامهم للقرآن ولكتاب الله، وبدون أي خجل يزيحون الآية القرآنية، آيةً قرآنية من المنهج الدراسي، لماذا؟ لأنها ستغضب اليهود الصهاينة، وقد تكون عائقاً أمام مسألة التطبيع، الذي يتجهون له، للعلاقة والولاء مع العدو الإسرائيلي الصهيوني. اتجهوا أيضاً إلى أحاديث نبوية، إمَّا لإزاحتها كلياً، أو لبترها، هذا على مستوى الإزالة، تصوروا أن تزال آيات قرآنية من المناهج الدراسية، وتحذف من المناهج الدراسية، وتحذف أحاديث نبوية؛ لأن السقف الذي أصبح سقفاً لكل ما سواه هو الاسترضاء لإسرائيل! هذه كارثة، طامة كبرى بكل ما تعنيه الكلمة، وظلم رهيب للأجيال! ليس هذا فحسب، بل البعض من الآيات القرآنية غيروا ما كانوا قد قدَّموه سابقاً لها من المعاني، أو ما كان قد قُدِّم سابقاً من حديث على ضوئها؛ لِيُغير بطرح آخر، السقف فيه والمعيار له هو: ما الذي سيرضي العدو الإسرائيلي، وما الذي سيغير نظرة جيل بأكمله، جيل بأكمله سيتعلم تلك المناهج، سَتُقَدَّم له كثقافة، وكعلوم، وكمعارف، وكعقائد، وكأسس يعتمد عليها في رؤيته، في فكره، في ثقافته، في نظرته، في مواقفه، في انطلاقته، قدَّموا ما يدجن جيلاً بأكمله للعدو الإسرائيلي، ويحوِّل نظرته للعدو الإسرائيلي الصهيوني، لتتحول إلى نظرة أنه صديق، وأن الموقف الصحيح معه هو العلاقة، هو الشراكة، هو التعاون، هو التحالف، فهو الحليف المستقبلي، كما قال زعماؤهم عن العدو الإسرائيلي: أنه الحليف المستقبلي، إلى هذه الدرجة! أي ظلم للأجيال عندما تقدَّم لها مناهج توجَّه في العملية التعليمية لتُدجَّن لمن؟ لِتُدَجَّن للعدو الإسرائيلي، الذي نرى ما يفعله في قطاع غزة، نرى كم هي عداوته للإسلام والمسلمين، كيف حقده على المسلمين، كيف حقده على العرب! اليهود الصهاينة لديهم شعار [الموت للعرب]، هذا شعار يرددونه، يهتفون به، يكتبونه، ينطلقون على أساسه. الإمارات كذلك فعلت كما فعلت السعودية، أصبحت مناهجها الدراسية تتحدث بِوِد، وإعجاب بالعدو الصهيوني، إعجاب بالإسرائيليين، وتربي جيلها وأطفالها على أن تكون متقبلةً للإسرائيليين كصديق وحليف وشركاء في هذه الحياة، شركاء نشترك معهم في كل شيء، هكذا يعملون، وهكذا يفعلون. ثم هذه الموجة متجهة إلى دول عربية أخرى، تُغَيَّب منها قضايا مهمة، مفاهيم أساسية، يحتاج إليها الجيل الناشئ لبنائه، لحياته، لعزته، لكرامته، لحمايته، تُشطب وتحذف بشكلٍ كبير، وتأتي المفاهيم السلبية السيئة، المدجنة للأجيال، المميعة للشباب، لتحل محلها، لتكون هي ما يقدَّم في العملية التثقيفية التعليمية
طباعة          إرسال لصديق
الأرشيف
 
نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات 23 شوال 1445هـ
نص كلمة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حول آخر التطورات والمستجدات الخميس 23 شوال 1445هـ 2 مايو 2024م: ...المزيد


الأخبار المحلية

...المزيد
تصميم وبرمجة : عربي بزنس
عدد الزوار 27628283
Too many connections