الولاء الوطني .. المبدأ الغائب لدى الأحزاب Bookmark and Share
التاريخ : 05-03-2011 ي ظل وضع ومخاض عسير، يشهده العالم العربي، فأن الشباب الذي يبحث عن تغيير للأفضل في حياتهم، لا يجدون الطريق السوي نحو هذا التغيير، في ظل صراعات الأحزاب وتجاذبها لرؤس الشباب وأفكارهم. وبرز خلال الأعوام القليلة الماضية حديث واهتمام بالغ بالولاء الوطني وتعزيز مبادئه ومفاهيمه في أوساط المجتمع خصوصا النشء والشباب.

وتزايدت الأصوات والأنشطة الرامية إلى تعزيز الوعي بأهمية ترسيخ مفاهيم الولاء الوطني في أوساط المجتمع سيما الشباب لمواجهة الدعوات المناطقية والطائفية والأزمات المختلفة التي يمر بها اليمن.

وتكمن أهمية الولاء الوطني كما يراه العاملون في الحقل التربوي والتعليمي في كونه مقياسا حقيقيا لحب الوطن والإيثار والتضحية في سبيله وحماية مقدراته والدفاع عن وحدته وأمنه واستقراره وبذل الغالي والنفيس للحفاظ على كرامته وسيادته.

ويقول مستشار رئيس الجمهورية الثقافي الدكتور عبدالعزيز المقالح " لايوجد معايير محددة للولاء الوطني وهي قاعدة فطرية وطبيعية إذا تخلى المواطن عنها فقد افتقد العنصر الأهم في وجوده على أرضه وتراب أمته.

ويشير الدكتور المقالح إلى أن ضعف الولاء الوطني في نفوس بعض الشباب لا يؤثر على الوطن بقدر ما يؤثر على أنفسهم ويجعلهم يعيشون في حالة اغتراب عن وطنهم ومواطنيهم .. مبينا أن الولاء للوطن مرتبط بالولاء لله عز وجل وللقيم الأخلاقية والإنسانية .

ويضيف "اعتقد أن غالبية أبناء الوطن في المدن والقرى متمسكون بحبهم لوطنهم وولاءهم للتراب الذين يعيشون على ظهره وولدوا فيه وسيحملهم في بطنه حين يأتي الأجل المحتوم" .. معتبرا الولاء الوطني إيمانا داخليا وممارسة عملية وليس أقوالا تردد لمناسبة أو أخرى ولا شعارات تطلق في الهواء.

واستغرب مستشار رئيس الجمهورية الأصوات الشاذة التي ينعق بها ضعفاء النفوس وتتردد هذه الأيام وتكاد تحجب حالة الولاء الحقيقي لما يعنيه من تضحيات وتحمل مسؤولية .. مؤكدا أن ترسيخ الولاء والانتماء في نفوس الشباب يبدأ من الأسرة ويتعزز بالمدرسة ويتأكد أكثر في المسجد والجامعة التي تعد الأماكن المؤسسة لمفهوم الولاء الوطني وغرسه في نفوس أجيال الوطن.

أسباب ضعف الولاء الوطني:

وعن ضعف الولاء والانتماء الوطني لدى بعض الشباب يؤكد عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله محمد المجاهد أن التربية الوطنية قاصرة ويفترض وجودها من الحضانة ومراحل التعليم العام حتى الدراسات العليا مع تحديثها واستيعاب انجازات الثورة والجمهورية وما حققته الوحدة من أهداف.

الخطاب التحريضي:

من جهته يؤكد وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع التعليم محمد هادي طواف أن ضعف الولاء الوطني في نفوس الشباب والفتيات ناتج لعدة أسباب منها عدم معرفة البعض بدلالات ومعاني الانتماء وكذا الخطاب التحريضي المتصادم والمتعارض مع تلك القيم لبعض المتشددين والمتطرفين.

الخطاب الحزبي:

عميد كلية التربية بمحافظة مارب الدكتور عبد الواسع الحميري يرى أن تخلي القيادات الحزبية عن تعزيز قيم الولاء الوطني عائدا إلى رفع شعارات الاصطفاف الحزبيّ بديلا عن الاصطفاف الوطني.

ويقول الدكتور الحميري:" إن الانفصام الحاصل اليوم في السّاحة الوطنيّة بين أنماط الوعي الوطنيّ والحزبيّ أو الأيديولوجي ناجم في جزء منه عن عدم قدرة الدّولة على تشكّيل إطاراً اندماجيّاً واسعاً, يستوعب كل القوى السياسية, ويتجاوز الانتماءات الخصوصيّة في نسق المواطنة، وعدم تمكّنها من خلال آليّات التّنظيم السّياسيّ التّعدّدي من استيعاب التّنوّع الأيديولوجي وإدارته بصورة مقنعة للجميع".

تقنيات العصر والعولمة:

وترى المدير التنفيذي لجمعية الأسرة الاجتماعية "فاد" الدكتورة شادية الحبيشي أن غياب الاهتمام بقيم الولاء للوطن يعود لعدة عوامل منها الانفتاح على العالم الآخر من خلال القنوات الفضائية والانترنت التي أدت إلى قضاء ساعات طويلة أمام التلفاز وسبب فجوة بين الشباب والقضايا المجتمعية فضلا عن البعد عن الواقع وضعف التواصل الأسري .

الوضع الاقتصادي:

قالت الدكتورة الحبيشي إن من أسباب ذلك تدني الوضع الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة وخصوصا بين الشباب الأمر الذي أدى إلى الاتجاه نحو تحقيق مصالح شخصية بعيدا عن الأخلاق الوطنية ، واتجاه الشباب إلى الهجرة دون النظر لما سيقدمه لوطنه.

في حين تقول الشابة بشرى عبدالوهاب " إن ضعف الولاء والانتماء الوطني لدى الشباب والفتيات ناتج لمشاكل عدة أبرزها الفقر والبطالة وسوء الحالة الاقتصادية التي يعيشها بعض الشباب" .

بينما يشير الشاب سعد دحان الذي ترك التعليم مبكرا ويعمل بائعا للفل أمام بوابة جامعة صنعاء الى أن ضعف الولاء الوطني في نفوس الشباب ناتج عن حالة اليأس والإحباط التي يعيشها الكثير لأسباب الفقر والبطالة.

ويتفق معه الشاب ناجي الحرازي طالب بكلية التجارة جامعة صنعاء، ويضيف " ما يعيشه الشباب من فقر وبطالة وظروف اقتصادية صعبة حتما يساعد في الهروب منها الى شبح الانتحار والتطرف".

وأرجعت الشابة أمل انحراف بعض الشباب الى التطرف والغلو والتخلي عن ولائهم وانتمائهم لأوطانهم، لثقافة الكراهية التي غرسها ضعفاء النفوس في أوساطهم وكذا حالة الفقر الصعبة التي يعيشون فيها.

الخطاب الديني:

تقول الدكتورة الحبيشي:" من أسباب ضعف الولاء الوطني ضعف دور خطباء المساجد في تعزيز قيم الولاء والتفسير الخاطئ للدين من قبل البعض".

بينما ترى الشابة أمل عبدالله من جامعة عدن أن ضعف الولاء في نفوس الشباب والفتيات نابع من ضعف الوازع الديني باعتبار أن حب الأوطان من الإيمان.

وتعتبر الشابة بشرى عبدالوهاب "إن انحراف الشباب إلى التطرف والغلو لا يأتي من فراغ وإنما لضعف الوازع الديني والجهل بتعاليم الإسلام في أوساطهم، ما يشكل تحديا أمام الحكومة والجهات المختصة لحمايتهم من الأفكار الضالة والمتطرفة".

قصور في دور الأسرة والمدرسة:

ويشير استاذ اللغة العربية بمدرسة الحمزة بأمانة العاصمة عبده البعداني الى جوانب القصور من قبل الأسرة والمدرسة في تعليم الأجيال حب الوطن والولاء له وغرس ثقافة الانتماء لوطنهم الذي نشئوا فيه وترعرعوا في ظله.. مبينا أن تدريس الطلاب والطالبات مادة التربية الوطنية كانت تتم بطرق تقليدية ما شكل عائقا أمامهم لاستيعاب مخرجات التربية الوطنية بأسلوب حديث يتناسب مع أفكارهم.

وتقول الدكتورة شادية الحبيشي:" إن من أسباب ضعف الولاء الوطني ضعف دور وزارة التربية والتعليم في تعزيز الولاء الوطني لدى الطلاب حيث أصبحت العملية التعليمية مرتبطة بالمنهج المدرسي فقط دون ربطه بالقيم والأخلاق وبات هم المعلم اليمني هو إكمال المنهج المدرسي بأي طريقة".

ويؤكد مدير مدرسة الفجر الجديد بمديرية بني الحارث بأمانة العاصمة عبد الملك حنظل وجود تقصير من قبل وزارة التربية والتعليم في تفعيل الجانب التوعوي في هذا المجال واكتفائها بما هو موجود في المناهج الدراسية .. مشيدا في الوقت ذاته بتعاون الشخصيات الاجتماعية في المديرية مع المدرسة لدعمهم الأنشطة في هذا المجال أبرزها الرحلات التعريفية لعدد من المعالم التاريخية والمحافظات.

فيما اجمع عدد من الطلاب والطالبات في الجامعات على وجود قصور في طرق غرس قيم الولاء الوطني داخل الجامعات ، حيث تخلو مناهج وأنشطة الجامعة من مواضيع تعزيز قيم الولاء الوطني.

وقال هؤلاء إن من أسباب غياب الولاء داخل الجامعات ضعف دور فروع اتحاد الطلاب داخل الكليات والتي أصبحت تقوم بأنشطة واجتماعات حزبية فقط.يشير الأستاذ المدرسي علي محمد الأحمدي الى غياب دور وزارة التربية والتعليم في تفعيل الولاء الوطني في اوساط الطلاب في المدارس وعدم وجود تنسيق بين وزارة التربية ووزارة الاوقاف في اقامة الندوات واللقاءات والمسابقات الثقافية بين طلاب المدارس.

ظلال قاتمة:

يقول الدكتور عبدالعزيز المقالح إن ضعف الولاء الوطني في نفوس بعض الشباب لا يؤثر على الوطن بقدر ما يؤثر على أنفسهم ويجعلهم يعيشون في حالة اغتراب عن وطنهم ومواطنيهم .. مؤكدا أن الولاء للوطن مرتبط بالولاء لله عز وجل وللقيم الأخلاقية والإنسانية.

ويقول عضو مجلس الشورى عبدالله المجاهد "هناك ضعف بالولاء والانتماء الوطني لدى الشباب وما هو حاصل من انحراف لدى البعض في العمليات الإرهابية والتفجيرية وزعزعة أمن واستقرار الوطن خير دليل على ذلك".

بين اصطفافين:

وعما إذا كان الولاء الوطني مجرد شعارات بدون ممارسات وهل تخلت القيادات الحزبية بمختلف انتماءاتها عن تعزيز قيم الولاء الوطني.

يقول عميد كلية التربية بمارب الدكتور عبدالواسع الحميري "إن المتأمل لواقع القوى السياسيّة المتصارعة في السّاحة الوطنيّة اليوم يدرك أنّ موضوع الولاء الوطنيّ أصبح بالفعل مجرّد شعار ترفعه تلك القوى والأحزاب دون أن يكون له أيّ حضور فعلي أو حقيقي في حياتها أو على صعيد سلوكها وممارساتها السياسيّة".

ويرجع الدكتور الحميري ذلك لجملة من الأسباب أهمّها ضعف الحسّ الوطنيّ عند هذه القوى السياسية التي جعلت انتمائها الحزبيّ بديلاً عن انتمائها الوطنيّ , فأصبحت تغلّب في سلوكها وممارساتها الوازع الحزبيّ على الوازع الوطنيّ , وأخذت ترفع عند كلّ نائبة تحلّ بالوطن شعار الاصطفاف الحزبيّ, بدل من رفع شعار الاصطفاف الوطنيّ فخلطت بين ثوابت الوطن ومتغيّرات أحزابها على حد قوله.

شعارات دون ممارسات:

ويعتبر وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع التعليم محمد هادي طواف مسألة الولاء والانتماء ممارسة وتطبيق وليس شعارات ترددها بعض المنظمات التي أنشأت تحت يافطة الولاء والانتماء والتي تطالب الوزارة بإصدار تصاريح ليتسنى لها العمل تحت هذا المسمى.

وبخصوص تخلي بعض الأفراد عن ولائهم وانتمائهم الوطني يقول الوكيل طواف " إن الدعوات الشاذة للمتمردين بصعدة وما يسمى بالحراك في بعض المحافظات الجنوبية لهما ابعاد سياسية ليس إلا" .. مؤكدا أن تلك الدعوات ممقوتة وترتكز على مبدأ عنصري وتمثل امتداد للإمامة والعناصر الانفصالية اللتان دُحرتا بوعي أبناء الوطن وصمودهم .

ويرى مدير الوعظ والإرشاد بمكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة فضيلة الشيخ جبري ابراهيم حسن أن شعارات الولاء والانتماء الوطني التي ترفعه بعض المنظمات في الشوارع والساحات ليس لها تأثير قوي بقدر ما تأثير المواقف والأفعال الرامية لتعميق الولاء الوطني والحفاظ على العقيدة وحراسة الفضيلة.

معالجات:

وحول سبل تعزيز الولاء الوطني بين أفراد المجتمع خصوصا النشء والشباب يؤكد الدكتور عبدالعزيز المقالح أن ترسيخ الولاء والانتماء في نفوس الشباب يبدأ من الأسرة ويتعزز بالمدرسة ويتأكد أكثر في المسجد والجامعة التي تعد الأماكن المؤسسة لمفهوم الولاء الوطني وغرسه في نفوس أجيال الوطن.

المدارس والجامعات:

يقول مدرس اللغة العربية بمدرسة الحمزة عبده البعداني "إن معاني حب الوطن لدى النشء تتجذر عبر بوابة التعليم التي تمثل نواه أساسية لبناء جيل واع متسلح بالعلم والمعرفة مع الأخذ في الاعتبار إعادة صياغة مادة التربية الوطنية بمناهج التعليم بما يعزز ثقافة الولاء في أوساطهم والقضاء على الأمية والجهل".

ويؤكد أن مناهج التعليم العام والعالي بحاجة إلى زيادة جرعات مفاهيم الولاء والانتماء بما يساعد الطلاب في استيعاب مخرجاتها العلمية والعملية.

كما تؤكد الشابة امل عبدالله من جامعة عدن أن شباب الوطن اليوم بحاجة ماسة الى توعية حقيقية بقيم الولاء والانتماء عبر مناهج التعليم والأنشطة التوعوية والتثقيفية المعززة لحب الوطن وترابه ووحدته وحماية مكتسباته.

ويشير المجاهد إلى أن مخلفات الإمامة ما تزال موجودة وعلى الحكومة والمؤسسات التعليمية التنبه لذلك.

ويضيف :" مناهج التعليم بحاجة إلى زيادة المفاهيم الوطنية في المناهج الدراسية، وهناك بعض التقصير في تدريس تلك المفاهيم بما يعكس الإدراك الواعي لأهمية زيادة جرعة هذه المفاهيم، لتحقيق أهداف التعليم العام، وإعداد جيل لديه ولاء وانتماء للوطن.

فيما أكدت عضو هيئة التدريس بجامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتورة احلام الكامل أهمية دور المعلمين في المدارس والجامعات في العمل على ترسيخ مفاهيم الولاء الوطني باعتبارهم اللبنة الأساسية في بناء جيل محب لوطنه مدافع عنه.

ودعت أساتذة الجامعات الحكومية والأهلية والمعلمين للسعي إلى تثبيت المعاني السامية للوطن في عقول وقلوب طلابهم.

من جهتها مديرة مدرسة رابعة العدوية للبنات بأمانة العاصمة الاستاذه فاطمة الزهيري أشارت إلى الأنشطة العديدة التي تنفذها المدرسة بهدف تعزيز الولاء الوطني. 

واوضحت أن الطالبات نفذن عدد من ورش العمل حول الولاء الوطني كتعبير لحبهن للوطن وغيرها من الأنشطة التي تصب في هذا الاتجاه كاستضافة العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والتربوية.

ولفتت الزهيري إلى أن طالبة المرحلة الثانوية غدير الصنوي قامت بكتابة قصيدة شعرية عن حب الوطن بدمها كتعبير منها عن حبها للوطن.

ويؤكد مدير مدرسة الفجر الجديد بمديرية بني الحارث بأمانة العاصمة عبد الملك حنظل أن المدرسة تنفذ أنشطة توعوية تهدف لترسيخ الولاء للوطن كتكليف جميع الطلاب والطالبات بأعداد بحوث مصغرة عن الوحدة اليمنية وما تعني الوحدة وكيفية المحافظة عليها وتكريم افضل بحث يقدم بجوائز تشجيعية ، بالإضافة إلى ترديد النشيد الوطني وحفظه من الصفوف الأولى.

استاذة اللغة العربية ايمان الشجاع أكدت من جانبها أن دور وزارة التربية والتعليم ضعيف في ترسيخ الولاء والوطني داخل مدارس الجمهورية .

واشارت الشجاع إلى أن من أهم السبل الكفيلة لتعزيز الولاء الوطني قيام وزارة التربية والتعليم بأعداد إستراتيجية خاصة وتنفيذها في المدارس وعقد دورات تأهيلية للمدراء المدارس والمعلمين في كيفية غرس المبادئ الوطنية لدى الطلاب والطالبات.

وشددت على ضرورة ان تركز الاستراتيجية على إقامة العديد من المحاضرات التوعوية والمسابقات الثقافية بين المدارس والرحلات التعريفية لمختلف مناطق الجمهورية، وإقامة المعسكرات الشبابية ، بالإضافة إلى تشجيع المبدعين الشباب والشابات داخل المدارس .

فيما يقول الأستاذ المدرسي علي محمد الأحمدي ان دور المعلم هو تعليم الطلاب والطالبات على القيم والمبادئ الأخلاقية الإسلامية والولاء لله اولا ثم للوطن خصوصا في الصفوف الأولى باعتبارها أهم مراحل التعليم .

ويرى الاحمدي ان اهم وسيلة هي استحضار دروس التاريخ ومواقف الشهداء الذين ضحوا من اجل الوطن وتنظيم الندوات الدينية والتوعوية في هذا المجال.ولفت طواف الى أن وزارته نفذت مؤخرا ندوة تقييمية لمعاني الولاء والانتماء بمناهج التعليم، خلصت إلى توصيات تخدم هذه القيم وسيتم العمل بها وتنفيذ بنودها لما من شأنه إعادة صياغة مادة التربية الوطنية.

وحول كيفية غرس الولاء الوطني في نفوس الأجيال قال طوًاف إن وزارته تنمي الوعي بحب الوطن لدى الأجيال كل يوم عبر الطابور الصباحي والنشيد الوطني وتحية العلم إضافة الى حصص توعوية يقدمها المعلمون عن المنجزات والمكاسب التي تحققت للوطن.

وحث طوًاف السلطات المحلية والمنظمات المدنية على تضافر الجهود وحماية النظام التربوي من الاختراقات المتطرفة التي ينشر سمومها البعض والابتعاد عن تراشق الاتهامات والاتجاه لإصلاح الخلل في مجال التعليم. محاربة البطالة:

الشابة بشرى عبدالوهاب طالبت الحكومة وتحديدا وزارة الشباب بتفعيل بنود الاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب واستيعاب مخرجاتها في توفير فرص عمل لخريجي الجامعات وتعزيز مضامين التربية الوطنية بمدارس التعليم الأساسي.

ويؤكد الشاب سعد دحان ضرورة إيجاد بدائل تسهم في استيعاب الشباب بميدان العمل، بما يمكنهم من الخروج من دائرة الضغط النفسي.

وتؤكد الشابة أمل من عدن على ضرورة تظافر جهود العلماء وخطباء المساجد ووسائل الإعلام واستشعار المسؤولية الملقاة على عاتقهم لحماية الشباب من الأفكار الضالة والمنحرفة.

واعتبر أنّها بهذا الصّنيع تخدم أعداء الوطن، وتسهم بشكل مباشر وغير مباشر في تفتيت وحدة الصّف الوطنيّ وتصديع وحدة الوطن.

دور الأسرة والمجتمع:

المدير التنفيذي لجمعية الاسرة الاجتماعية "فاد" الدكتورة شادية الحبيشياعتبرت الولاء الوطني عاملا هاما في إيجاد نهضة وتنمية مجتمعية.

ونوهت بأهمية تعميق الولاء الوطني من خلال القنوات التلفزيونية الوطنية التي اصحبت روتينية وغير متجددة وتفتقد الى عوامل الجذب والتشويق والبرامج الهادفه التي تكرس الولاء الوطني من خلال وسائل عدة كاستعراض سيرة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من اجل الوطن واستقلاليته والمسلسلات التلفزيونية والأفلام والأناشيد الوطنية.

واكدت المدير التنفيذي لجمعية الاسرة الاجتماعية أن تعزيز الولاء والوطني يأتي من خلال عدة أنشطة كالأنشطة المدرسية المتنوعة والأناشيد الوطنية التي تعزز الولاء للوطني، والاحتفال بالأعياد الوطنية في المدارس ومن خلال البرامج الدينية، وتوعية المدرسين وأولياء الأمور بأهمية غرس قيم الولاء الوطني في نفوس الأطفال والشباب.

وأشارت الشجاع الى أهمية دور اللجنة الوطنية للمرأة في هذا المضمار من خلال تنظيم دورات تدريبية للأمهات في كيفية غرس الولاء والوطني وتربية الأطفال.

دور المساجد: 

وقال طواف:" لا بد أن تكون المساجد منبرا لتبصير المجتمع والشباب بمخاطر الإرهاب والتطرف وتعريفهم بقيم الدين ووسطيته واعتداله وتنوير أفكارهم بمعتقدات نابعة من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام".

وحمًل الأسرة والمجتمع مسؤولية تحول بعض أبنائها الى متطرفين دينيا ومتشددين عقائديا وانتحاريين باعتبار أن الأسرة تمثل اللبنة الأولى في تربية الأجيال ومتابعتهم المستمرة في التعليم والسلوك.

ودعا الشيخ جبري أصحاب المصالح الضيقة والمغرر بهم داخل الوطن وخارجه الى تغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الذاتية والشخصية وأن مصلحة الشعب بكامله أولى من مصلحة فردا او جماعة .

وتساءل هل يفكر الشباب المغرر بهم ومن يدعو الى الفرقة والاختلاف لمصلحة من يفجرون؟ ولحساب من يهدرون الدماء ومن اجل من تسقط الأرواح البريئة، والاسلام حرم الدماء والأعراض والأموال قال عليه الصلاة والسلام" كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله".

من جانبه قال مدير الوعظ والإرشاد بمكتب الأوقاف بأمانة العاصمة فضيلة الشيخ جبري ابراهيم حسن:" إن الولاء جزء من الإيمان وهو عقيدة الدين الإسلامي، مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما اخرجه كفار مكة منها "والله إنك لأحب البلاد إليّ".

وذكر جبري بقول الله تعالى عن اليمن في كتابه العزيز " بلدة طيبة ورب غفور" وقول الرسول عليه الصلاة والسلام " الإيمان والحكمة يمانية ".

وأشار الى أن ترسيخ قيم الولاء والانتماء في نفوس الأجيال يأتي عبر التوعية المستمرة بحب الوطن وترابه وعزته باعتبار ذلك من واجبات الإيمان .. داعيا وزارة التربية والتعليم الى تركيز اهتمامها بمناهج التعليم النابعة من كتاب الله وسنة رسوله وتعريف الأجيال المقبلة بأوضاع الإمامة والتشطير سابقا والظروف التي مر بها.

وأضاف: " ينبغي على الشباب ان يعرفوا ان دعوات التكفير والتفجير والفرقة والعنصرية التي ينادي بها ضعفاء النفوس إنما يخدم الأعداء الذين يتربصون بوحدة هذا الوطن وأمنه واستقراره "، مطالبا بتسخير إمكانيات الدولة في تعزيز الهوية الوطنية عبر التجمعات الشبابية والأندية الرياضية والوسائل الإعلامية لما لها من تأثير كبير. 

ودعا هؤلاء الطلاب والطالبات من الجامعات إلى إبعاد الجامعات والمدارس عن الحزبية وتنفيذ دراسات ميدانية عن الواقع الراهن في الجامعات وعن كيفية غرس الولاء والوطني لدى طلاب الجامعة وتوفير كتب تركز على قيم الولاء الوطني وتوزيعها في مكاتب الكليات، بالاضافة إلى تفعيل دور عمداء الكليات في هذا الجانب.


المصدر : سبأ
طباعة          إرسال لصديق
الأرشيف
 
محافظات الجمهورية تعرب عن تعازيها باستشهاد المناضل عبد العزيز عبد الغني
عبرت القيادات المحلية والتنفيذية والفعاليات السياسية في عموم محافظات الجمهورية عن حزنها العميق لرحيل فقيد الوطن الشهيد عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى متأثرا بإصابته جراء الاعتداء الإرهابي الغادر الذي استهدف فخامة رئيس الجمهورية وكبار قادات الدولة في أول جمعة من رجب الحرام. ...المزيد


تقارير و اخبار ثقافية

...المزيد
تصميم وبرمجة : عربي بزنس
عدد الزوار 27493594
Too many connections