وقدمت في الندوة ثلاث أوراق عمل: تناولت الورقة الأولى للشيخ أحمد الكحلاني مقدْم الإمام الهادي إلى اليمن والتغييرات التي أحدثها، مرسياً قواعد دولة قائمة على العدل وإصلاح ذات البين بعد أن كان الصراع والاقتتال هو السائد في اليمن آنذاك.

وأشارت الورقة إلى أن الإمام الهادي لبى نداء اليمنيين الذين دعوه لإنقاذهم من تردي الأوضاع نتيجة الحروب بين القبائل والفساد المجتمعي، وذلك لعلمهم بفضله وورعه وعلمه؛ فعمل على تحقيق العدل وإيقاف الاقتتال والحرب وإرساء قواعد الدولة وسيادتها وفقاً للقرآن الكريم ومنهج النبوة.

وأكدت الورقة أن الإمام الهادي جاء بالحلول الواقعية لمشاكل الأمة ومعاناتها ، مجسداً عظمة الإسلام وأحكامه وعدله، مستشهدة بأقوال وشهادات المنصفين ممن عاصروا الإمام ومؤرخين وعلماء من مختلف المذاهب في حق الإمام الهادي والتي تجمع على فضله وعلمه ومكانته.

الورقة الثانية، التي قدمها الباحث حمود الاهنومي، تناولت جهود الإمام الهادي الحضارية في اليمن ونبذة من سيرة الإمام الهادي (ولادته ونشأته وطلبه للعلم ومواقفه).

واستعرضت الورقة الجهود التي بذلها الإمام الهادي في اليمن، والتي شملت الجهود العلمية والتعليمية ونتاجه العلمي والأدبي والجهود الفكرية والعقائدية والسياسية والإدارية والجهادية العسكرية، مشيرة إلى أن هدف الإمام من تلك الجهود إصلاح واقع الأمه وإقامة الدولة العادلة التي تكرم الإنسان.

فيما تطرق عضو رابطة علماء اليمن الشيخ خالد موسى في الورقة الثالثة إلى أهمية المسؤولية ومجالاتها عند الإمام الهادي، لافتاً إلى أن عظمة المشروع الذي تحرك به الإمام تتجلى في سيرته العادلة وحرصه على تخليص أهل اليمن مما كانوا يعانوه.

وقال "مدرسة الإمام الهادي كانت وما زالت فاعلة في الساحة اليمنية بفاعلية إصلاحها الفكري والسياسي والتربوي والايماني قروناً متعاقبة".

ونوه بأن سيرة الإمام الهادي جسدت حياة شخصية حملت هم الإسلام والمسلمين وسعت بكل جهد إلى إحداث تغيير في واقع الأمة أثمر انتشالها من مستنقع الجهل والانحراف والضعف والهوان والتمزق والتفكك من خلال تحمل المسؤولية وإصلاح حياة الناس وهدايتهم وإقامة العدل فيهم.

وكان عضو رابطة علماء اليمن الشيخ عبد المجيد الحوثي أشار إلى أن الإمام الهادي من الشخصيات العظيمة التي صنعت التاريخ، وكان لها الأثر الكبير في إحداث تغييرات ساهمت في تأسيس وترسيخ مبادئ وقيم الحق والعدل والجهاد وإقامة دولة ذات نظام وقانون وفق شرع الله.

ولفت إلى أهمية الاستفادة من سير عظماء وإعلام الائمه من آل البيت والسير على نهجهم والاقتداء بهم والحفاظ على إرثهم الإسلامي الكبير والزاخر قولًا وعملًا وإحياء مبادئهم وقيمهم في إقامة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتضحية ومقارعة قوى الطغيان وأئمة الكفر والضلال.